سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٥٤
في سنة تسع عشرة، واستوزر عبيد الله بن محمد الكلوذاني (1). وظهر مرداويج (2) في الديلم، وملكوا الجبل بأسره إلى حلوان، وهزموا العساكر (3). ثم عزل الكلوذاني بالحسين بن القاسم بن عبيد الله (4). وقلت الأموال على المقتدر، وفسد ما بينه وبين مؤنس، فذهب مغاضبا إلى الموصل (5). وقبض الوزير على أمواله، وهزم مؤنس بني حمدان، وتملك الموصل في سنة عشرين وثلاث مئة (6). والتقى والي طرسوس الروم، فهزمهم أولا، ثم هزموه.
وفي سنة عشرين وثلاث مئة عزل الوزير الحسين بأبي الفتح بن الفرات، ولاطف المقتدر الديلم، وبعث بولاية أذربيجان وأرمينية والعجم إلى مرداويج (7). وتسحب أمراء إلى مؤنس، وخاف المقتدر، وتهيأ للحرب، فأقبل مؤنس في جمع كبير. وقيل للمقتدر: إن جندك لا يقاتلون إلا بالمال، وطلب منه مئتا ألف دينار، فتهيأ للمضي إلى واسط، فقيل له:
اتق الله، ولا تسلم بغداد بلا حرب، فتجلد وركب في الامراء والخاصة والقراء، والمصاحف منشورة. فشق بغداد، وخرج إلى الشماسية، والخلق يدعون له. وأقبل مؤنس، والتحم الحرب، ووقف المقتدر على تل، فألحوا عليه بالتقدم لينصح جمعه في القتال فاستدرجوه حتى توسط،

(1) " الكامل ": 8 / 225.
(2) ستأتي ترجمته رقم / 79 / من هذا الجزء.
(3) " الكامل ": 8 / 227.
(4) " الكامل ": 8 / 230.
(5) " الكامل ": 8 / 237.
(6) " الكامل ": 8 / 239.
(7) " المنتظم ": 6 / 241.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»