سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٤٨٥
والصلاة والزكاة. ثم إلى آخر كتاب " المبسوط ".
سمعت أبا الفضل بن إبراهيم، يقول: كان أبو بكر بن إسحاق يخلف إمام الأئمة ابن خزيمة في الفتوى بضع عشرة سنة في الجامع وغيره.
ثم قال الحاكم: سمعت الشيخ أبا بكر، يقول: رأيت في منامي كأني في دار فيها عمر، وقد اجتمع الناس عليه يسألونه المسائل، فأشار إلي: أن أجيبهم، فمازلت أسأل وأجيب وهو يقول لي: أصبت، إمض، أصبت إمض، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما النجاة من الدنيا أو المخرج منها؟
فقال لي بإصبعه: الدعاء، فأعدت عليه السؤال فجمع نفسه كأنه ساجد لخضوعه. ثم قال: الدعاء.
قال الحاكم: ومن تصانيفه كتاب " الأسماء والصفات " وكتاب " الايمان " وكتاب " القدر " وكتاب " الخلفاء الأربعة " وكتاب " الرؤية " وكتاب " الاحكام " - وحمل إلى بغداد، فكثر الثناء عليه - يعني: هذا التأليف - وكتاب " الإمامة ".
وقد سمعته يخاطب كهلا من أهل (1)، فقال: حدثونا عن سليمان بن حرب فقال له: دعنا من حدثنا، إلى متى حدثنا وأخبرنا؟ فقال: يا هذا، لست أشم من كلامك رائحة الايمان، ولا يحل لك أن تدخل هذه الدار، ثم هجره حتى مات.
قال الحاكم: سمعت محمد بن حمدون، يقول: صحبت أبا بكر بن إسحاق سنين، فما رأيته قط ترك قيام الليل لا في سفر ولا حضر (2).

(1) ثمة سقط في الأصل. وفي " طبقات الشافعية ": 3 / 10 " يخاطب فقيها ".
(2) " طبقات الشافعية ": 3 / 10.
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»