فرحل شبه منهزم، وعصى عليه أهل القدس مدة، ثم أخذها، وقتل وتمرد، وفعل كل قبيح. وذبح قاضي القدس والشهود صبرا (1).
وتملك في سنة إحدى وسبعين دمشق تاج الدولة تتش السلجوقي (2)، وقتل أتسز، وتحبب إلى الرعية (3).
وتملك قصرا وقونية وغير ذلك الملك سليمان بن قتلمش السلجوقي في هذا الحدود. ثم سار في جيوشه، فنازل أنطاكية، حتى أخذها من أيدي الروم، وكانت في أيديهم من مئة وبضعة عشر عاما (4).
وأما الأندلس فجرت فيها حروب مزعجة. وكانت وقعة الزلاقة بين الفرنج، وبين صاحب الأندلس المعتمد بن عباد، ونجده أمير المسلمين يوسف بن تاشفين بجيوش البربر الملثمين. فكان العدو خمسين ألفا فيقال:
ما نجا منهم ثلاث مئة نفس (5).
وافتتح السلطان ملكشاه (6) حلب والجزيرة (7). ورد إلى بغداد (8)،