سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ١٩٧
وهرب في دولته أخوه نزار المنسوب إليه الدعوة النزارية الإسماعيلية بالألموت وبقلاع الإسماعيلية. فوصل نزار إلى الإسكندرية، وقام بأمره الأمير أفتكين، وقاضي البلد ابن عمار، وبايعوه، وأقام سنة، فأقبل الأفضل أمير الجيوش في سنة ثمان [وثمانين] (1) وحاصرهم، فبرز إليه أفتكين، فبيته وهزمه. ثم أقبل ونازلهم ثانيا، وافتتح البلد عنوة، فقتل القاضي وجماعة، وقبض على نزار وأفتكين، ثم ذبح أفتكين، وبنى المستعلي على أخيه نزار حائطا، فهلك (2).
وفي دولته كثرت الباطنية الملاحدة الذين هم الإسماعيلية. وأخذوا القفول (3)، وتملكوا قلعة أصبهان، وفتكوا بعدد كثير من الكبار والعلماء، وشرعوا في شغل السكين، وجرت لهم خطوب وعجائب (4).
وفي سابع عشر صفر سنة خمس وتسعين وأربع مئة مات المستعلي، وأقاموا ولده الآمر بأحكام الله منصورا. وله خمس سنين. وأزمة الملك إلى الأفضل أمير الجيوش. ويقال: إنه سم وقتل سرا.
74 - الآمر بأحكام الله * صاحب مصر أبو علي منصور بن المستعلي أحمد بن المستنصر معد بن الظاهر بن الحاكم، العبيدي المصري الرافضي الظلوم.

(١) ساقطة في الأصل.
(٢) كان المستنصر قد عهد في حياته بالخلافة لابنه نزار، فخلعه الأفضل وبايع المستعلي بالله انظر " الكامل ": ١٠ / ٢٣٧ - ٢٣٨.
(٣) جمع قافلة.
(٤) انظر " الكامل ": ١٠ / ٣١٣ - ٣٢٤.
* الكامل: ١٠ / ٣٢٨ وما بعدها، وفيات الأعيان: ٥ / ٢٩٩ - ٣٠٢، العبر: ٤ / ٦٢ - ٦٣، البداية والنهاية: ١٢ / ٢٠٠ - ٢٠١، تاريخ ابن خلدون: ٤ / 68 - 71، خطط المقريزي: 1 / 357، النجوم الزاهرة: 5 / 170 - 185، تاريخ ابن إياس: 1 / 62 - 64، شذرات الذهب: 4 / 72 - 73.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»