البلاد، ودام الجهد عامين. ثم انحط السعر في سنة خمس وستين (1).
قال ابن الأثير: بالغ ابن حمدان في إهانة المستنصر، وفرق عنه عامة أصحابه، وكان غرضه أن يخطب لأمير المؤمنين القائم، ويزيل دولة الباطنية. وما زال حتى قتله الامراء، وقتلوا أخويه. فخر العرب، وتاج المعالي، وانقطعت دولتهم (2).
وفي سنة سبع وستين، ولي الأمور أمير الجيوش بدر (3). فقتل أمير الامراء الدكز (4)، والوزير ابن كدينة (5). وكان المستنصر قد كتب إليه سرا ليقدم من عكا، فأعاد الجواب أن الجند بمصر قد فسد نظامهم. فإن شئت أتيت بجند معي، فأذن له أن يفعل ما أحب، فاستخدم عسكرا وأبطالا، وركبوا البحر في الشتاء مخاطرة. وبغت مصر وسلم، فولاه المستنصر ما وراء بابه، فلما كان الليل بقي يبعث إلى كل أمير طائفة بصورة رسالة،