سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ١١٢
دينار (1). ورد إلى الوزارة أبا جعفر بن شيرزاد (2)، واشتد بالعراق القحط، ومات الناس جوعا، وهلك ملك الامراء توزون في أول سنة أربع، فطمع في منصبه ابن شيرزاد، وحلف العساكر، ونزل بظاهر بغداد، وبعث المستكفي إليه بالخلع والإقامات، فصادر التجار والكتاب، وسلط جنده على العوام. فهرب الناس، وانقطع الجلب، ووهن أمن بغداد (3). وأما أحمد بن بويه فقصد بغداد، ونزل باجسراي (4)، وهرب الأتراك إلى الموصل، واستتر المستكفي، وابن شيرزاد، فنزل معز الدولة أحمد بن بويه بالشماسية، وبعث إليه الخليفة التحف والخلع، ثم حضر وبايع، فلقبه الخليفة بمعز الدولة، ولقب أخاه عليا عماد الدولة، وأخاه الآخر الحسن ركن الدولة. وضربت أسماؤهم على السكة، ثم ظهر ابن شيرزاد، وقرر مع معز الدولة أمورا، منها: في الشهر للخليفة مئة وخمسون ألف درهم ليس إلا (5)، وكانت علم القهرمانة معظمة عند المستكفي تأمر وتنهى فعملت دعوة للأمراء فاتهمها معز الدولة (6) وكان أصفبذ (7) قد شفع إلى الخليفة في شيعي مغبن فرده فحقد. وقال لمعز الدولة: الخليفة يراسلني فيك، فتخيل

(1) " الكامل ": 8 / 447 وفيه: " وصودر على ثلاث مئة ألف درهم ".
(2) محمد بن يحيى بن شيرزاد. كان وزيرا لبجكم، وقد أطنب الصولي في كتابه " أخبار الراضي والمتقي " في مدحه. انظر على سبيل المثال: 263 - 266. وأخباره " في الكامل ":
8 / 354، وما بعدها.
(3) " الكامل ": 8 / 448 - 449.
(4) هكذا في الأصل، وفي " معجم البلدان ": 1 / 313: باجسرى، بكسر الجيم، وسكون السين، وراء، والقصر، بليدة في شرقي بغداد.
(5) " الكامل ": 8 / 449 - 450.
(6) في " الكامل ": 8 / 450 " فاتهمها معز الدولة أنها فعلت ذلك - أي الدعوة - لتأخذ عليهم البيعة للمستكفي ويزيلوا معز الدولة، فساء ظنه لذلك لما رأى من إقدام علم ".
(7) هكذا في الأصل، وفي " الكامل ": 8 / 480 أصفهدوست. وهو خال معز الدولة.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»