سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ١١٣
منه (1)، ثم دخل على الخليفة اثنان من الديلم، فطلبا منه الرزق، فمد يده للتقبيل، فجبذاه (2) من سرير الخلافة، وجراه بعمامته، ونهبت داره، وأمسكوا القهرمانة وجماعة، وساقوا المستكفي ماشيا إلى منزل معز الدولة، فخلع المستكفي وسمله. فكانت خلافته ستة عشر شهرا، وبايعوا في الحال الفضل بن المقتدر، ولقبوه المطيع لله. وبقي المستكفي مسجونا إلى أن مات في سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة. وله ست وأربعون سنة، استقل بملك العراق معز الدولة. وضعف دست الخلافة جدا، وظهر الرفض والاعتزال ببني بويه، نسأل الله العفو. وكان إكحال المستكفي بعد أن خلع نفسه ذليلا مقهورا في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين فعاش بعد العزل والكحل أربعة أعوام (3).
61 - المطيع لله * الخليفة أبو القاسم الفضل بن المقتدر جعفر بن المعتضد أحمد بن الموفق العباسي.
ولد سنة إحدى وثلاث مئة.
وبويع بحكم خلع المستكفي نفسه سنة 334 وأمه اسمها مشغلة (4) أم ولد.

(١) أي اتهمه. وفي " تاريخ الخلفاء ": ٣٩٧ فتحيل - بالحاء - وهو تصحيف.
(٢) جبذ الشئ مثل جذبه، وليس مقلوبة كما زعم الجوهري.
(٣) " الكامل ": ٨ / ٤٥٠ - ٤٥١.
* مروج الذهب: ٢ / ٥٥٢، تاريخ بغداد: ١٢ / ٣٧٩ - ٣٨٠، المنتظم: ٦ / ٣٤٣ - ٣٤٥، ٧ / ٧٩، العبر: ٢ / ٣٣٤، البداية والنهاية: ١١ / 212، تاريخ الخلفاء: 398 - 405، شذرات الذهب: 3 / 48 - 49.
(4) هكذا ضبطت في الأصل، وفي " التنبيه والاشراف ": 345 مشعلة، بالعين المهملة.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»