سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ١١٦
وظلم، وأنشأ دارا لم يسمع بمثلها، خرب لأجلها دور الناس، وغرم عليها إلى أن مات ست مئة ألف دينار (1). واستضرت الروم على بلاد الشام، وأخذوا حلب بالسيف وغيرها من المدائن كسروج والرها، وأول تمكنهم أنهم هزموا سيف الدولة في سنة تسع وثلاثين. فنجا الجهد في نفر يسير، وبلغهم وهن الخلافة، وعجز سيف الدولة عنهم بعد أن هزمهم غير (2) مرة.
وفي سنة 353 قصد معز الدولة الموصل ففر عنها ناصر الدولة، ثم التقوا فانتصر ناصر الدولة، وأسر الترك، واستأمن إليه الديلم، وأخذ ثقل معز الدولة وخزائنه، ثم صالحه (3)، وكان يقام مأتم عاشوراء ببغداد، ويقع فتن كبار لذلك. ثم مات الوزير المهلبي سنة 351 (4)، ومات معز الدولة، فقام ابنه عز الدولة بختيار سنة ست وخمسين (5)، فجرت فتنة محمد بن الخليفة المستكفي فإنه لما كحل أبوه فر هو إلى مصر، وأقام عند كافور، ثم قويت نفسه، وقدم بغداد سرا، فعرف عز الدولة، وبايعه في الباطن كبراء، فظفر به عز الدولة فقطع أنفه وأذنيه، وسجنه ثم هرب هو وأخوه علي من الدار يوم عيد، وصار إلى ما وراء النهر، وخمل أمره (6).
وفي سنة ستين فلج المطيع، وبطل نصفه، وتملك بنو عبيد مصر

(1) " الكامل ": 8 / 534.
(2) " الكامل ": 8 / 540 - 542.
(3) " الكامل ": 8 / 553 - 554.
(4) الحسن بن محمد بن عبد الله بن هارون، من ولد المهلب بن أبي صفرة، الأزدي، أبو محمد، من كبار الوزراء، لقب بذي الوزارتين: وزارة الخليفة المطيع ووزارة السلطان معز الدولة، توفي في طريق واسط سنة / 352 / له ترجمة في " وفيات الأعيان ": 2 / 124 - 127. وفي " الفوات ": 1 / 256 - 260.
(5) " الكامل ": 8 / 575.
(6) " الكامل ": 8 / 584 - 585.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»