سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ١٠٩
الود (1). فعاد توزون إلى واسط وصادر المتقي وزيره، وبعث بخلغ إلى أحمد بن بويه، واستوزر غير واحد، ويعزلهم. وصغر أمر الوزارة، ووهنت الخلافة العباسية. وبلغ ذلك الناصر لدين الله المرواني، صاحب الأندلس (2)، فقال: أنا أولى بإمرة المؤمنين، فتلقب بذلك. وكان قبل ذلك، يقال له: الأمير، كآبائه.
وسار المتقي لله إلى تكريت، وتفلل أصحابه وقدم توزون فاستولى على بغداد، فأقبل ناصر الدولة في جمع كبير من الاعراب والأكراد، فالتقى توزون بعكبرا واقتتلوا أياما، ثم انهزم بنو حمدان، والمتقي إلى الموصل، ثم التقوا ثانيا على حربه (3) فانهزم سيف الدولة والخليفة إلى نصيبين وتبعهم توزون (4). وأما أحمد بن بويه (5)، فإنه أقبل ونزل بواسط يريد بغداد (6).
ورغب توزون في الصلح.
وفي سنة 332 قتل أبو عبد الله بن البريدي أخاه أبا يوسف. ومات بعده بيسير (7). وكتب المتقي إلى صاحب مصر الاخشيد ليحضر إليه، فأقبل

(1) " أخبار الراضي والمتقي ": 242، و " الكامل ": 8 / 399.
(2) " جذوة المقتبس ": 13. وستأتي ترجمته ص / 336 / من هذا الجزء.
(3) " أخبار الراضي والمتقي ": 256 - 257 وفي " الكامل ": 8 / 407 " فالتقى هو وتوزون بحربى في شعبان، فانهزم سيف الدولة مرة ثانية، وتبعه توزون ". وحربي: مقصورة:
بليدة في أقصى دجيل بين بغداد وتكريت. " معجم البلدان ": 2 / 237.
(4) " الكامل ": 8 / 406 - 407.
(5) الملقب بمعز الدولة، من ملوك بني بويه في العراق. امتلك بغداد سنة / 334 / ه‍ في خلافة المستكفي، ودام ملكه في العراق / 22 / سنة إلا شهرا، توفي سنة / 356 / ه‍.
له ترجمة في " وفيات الأعيان ": 1 / 174 - 177.
(6) " الكامل ": 8 / 408.
(7) " الكامل ": 8 / 409.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»