سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ١٢٠
هذب مملكة العراق، ورد الطائع إلى داره، وأن عز الدولة عاص، فغضب أبوه، وقال لرسوله: قل له: خرجت في نصرة ابن أخي، أو في أخذ ملكه؟، فأفرج حينئذ عن عز الدولة، وذهب إلى فارس (1)، وتزوج الطائع ببنت عز الدولة الست شهناز على مئة ألف دينار (2)، وعظم القحط، حتى أبيع (3) الكر بمئة وسبعين دينارا (4). وفي هذا الوقت كانت الحرب متصلة بين جوهر المعزي (5)، وبين هفتكين (6) بالشام، حتى جرت بينهما اثنتا عشرة وقعة، وجرت وقعة بين عز الدولة، وعضد الدولة، أسر فيها مملوك أمرد لعز الدولة فجن عليه، وأخذ في البكاء، وترك الاكل، وتذلل في طلبه، فصار ضحكة وبذل [جاريتين] عوادتين في فدائه (7).
وفي سنة خمس وستين حجت جميلة بنت صاحب الموصل، فكان معها أربع مئة جمل، وعدة محامل لا يدرى في أيها هي. وأعتقت خمس مئة

(1) " المنتظم ": 7 / 75 - 76.
(2) " المنتظم ": 7 / 76، وقد ورد اسمها فيه " شاه زنان ".
(3) بمعنى عرض للبيع.
(4) " المنتظم ": 7 / 76.
(5) هو جوهر بن عبد الله الرومي، أبو الحسن، باني مدينة القاهرة والجامع الأزهر، كان من موالي المعز لدين الله العبيدي، توفي سنة / 381 / ه‍. له ترجمة في " وفيات الأعيان ":
1 / 375 - 380 وأخباره في " النجوم الزاهرة ": 4 / 28 وما بعدها.
(6) هكذا في الأصل: وفي " الكامل ": 8 / 656: " الفتكين "، وفي " وفيات الأعيان ": 4 / 54: " أفتكين ".
وهو أبو منصور الشرابي التركي. من أكابر القواد الأتراك.. ومن موالي معز الدولة ملكه الدمشقيون بلدهم، ليزيل عنهم حكم المصريين.
أخباره في " الكامل ": 8 / 656 - 661. و " ذيل تاريخ دمشق " للقلانسي: 11 - 21.
(7) " المنتظم ": 7 / 83 - 84 وما بين حاصرتين منه.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»