سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٤٥٤
الحديث أحسن من كلام ابن صاعد.
ابن الطيوري: سمعت ابن المذهب، سمعت ابن شاهين، سمعت البغوي، وقال له مستمليه: أرجو أن أستملي عليك سنة عشرين وثلاث مئة، قال: قد ضيقت علي عمري، أنا رأيت رجلا في الحرم له مئة وست وثلاثون سنة يقول: رأيت الحسن وابن سيرين، أو كما قال.
قلت: كان يسر البغوي أن لو قال له مستمليه: أرجو أن أستملي عليك سنة خمسين وثلاث مئة.
قال أبو أحمد بن عدي في " الكامل " (1) له: كان أبو القاسم صاحب حديث، وكان وراقا من ابتداء أمره، يورق على جده وعمه وغيرهما، وكان يبيع أصل نفسه كل وقت. ووافيت العراق سنة سبع وتسعين ومئتين، وأهل العلم والمشايخ منهم مجتمعون على ضعفه، وكانوا زاهدين في حضور مجلسه، وما رأيت مجلسه قط في ذلك الوقت إلا دون العشرة غرباء، بعد أن يسأل بنوه الغرباء مرة بعد مرة حضور مجلس أبيهم، فيقرأ عليهم لفظا. قال: وكان مجانهم يقولون: في دار ابن منيع سحرة تحمل داود بن عمر الضبي من كثرة ما يروي عنه، وما علمت أحدا حدث عن علي بن الجعد أكثر مما حدث هو. قال: وسمعه قاسم المطرز يقول: حدثنا عبيد الله العيشي، فقال: في حر أم من يكذب. وتكلم فيه قوم، ونسبوه إلى الكذب عند عبد الحميد الوراق، فقال: هو أنعش من أن يكذب يعني ما يحسن، قال: وكان بذئ اللسان، يتكلم في الثقات، سمعته يقول يوم مات محمد بن يحيى المروزي: أنا قد ذهب بي

(1) 3 / 228 / ب.
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»