سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٤٥١
وبه: أخبرنا أحمد بن أحمد بن محمد القصري، سمعت أبا زيد الحسين بن الحسن بن عامر الكوفي يقول: قدم البغوي إلى الكوفة، فاجتمعنا مع ابن عقدة إليه لنسمع منه، فسألنا عنه، فقالت الجارية: قد أكل سمكا، وشرب فقاعا (1)، ونام، فعجب ابن عقدة من ذلك لكبر سنه، ثم أذن لنا، فدخلنا، فقال: يا أبا العباس! حدثتني أختي أنها كانت نازلة في بني جمان، وكان في الموضع طحان، فكان يقول لغلامه:
اصمد أبا بكر. فيصمد البغل إلى أن يذهب بعض الليل، ثم يقول:
اصمد عمر. فيصمد الآخر. فقال له ابن عقدة: يا أبا القاسم: لا تحملك عصبيتك لأحمد بن حنبل أن تقول في أهل الكوفة ما ليس فيهم، ما روي: " خير هذه الأمة، بعد نبيها، أبو بكر وعمر " (2) عن علي إلا أهل الكوفة، ولكن أهل المدينة رووا: " أن عليا لم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر " (3). فقال له أبو القاسم: " يا أبا العباس! لا تحملك عصبيتك لأهل الكوفة على أن تتقول على أهل المدينة. ثم بعد ذلك أخرج الكتب، وانبسط، وحدثنا (4).

(١) الفقاع: شراب يتخذ من الشعير، سمي به لما يعلوه من الزبد.
(٢) الخبر في " تاريخ بغداد " ١٠ / ٢٦، وأخرج البخاري: ٧ / ٢٦ في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا، وأبو داود (٤٦٢٩) في السنة: باب في التفضيل، من طريق محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، حدثنا جامع بن راشد، حدثنا أبو يعلى، عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين. وأخرجه ابن ماجة (١٠٦) في المقدمة، من طريق علي بن محمد:
حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: " سمعت عليا يقول: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، وخير الناس بعد أبي بكر عمر ".
(٣) الخبر في تاريخ بغداد ١٠ / ١١٤، وانظر صحيح مسلم (١٧٥٩) في الجهاد: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة.
(4) " تاريخ بغداد " 10 / 114 115.
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»