سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٢٦
وقال أحمد بن سهل البخاري الفقيه: سمعت أبا علي وسئل: لم لقبت جزرة؟ فقال: قدم عمر بن زرارة الحدثي بغداد، فاجتمع عليه خلق، فلما كان عند فراغ المجلس سئلت: من أين سمعت؟ فقلت: من حديث الجزرة، فبقيت علي.
وقال خلف بن محمد الخيام: حدثنا سهل بن شاذويه: أنه سمع الأمير خالد بن أحمد يسأل أبا علي: لم لقبت جزرة؟ قال: قدم علينا عمر ابن زرارة، فحدثهم بحديث عن عبد الله بن بسر: أنه كان له خرزة للمريض، فجئت وقد تقدم هذا الحديث، فرأيت في كتاب بعضهم، وصحت بالشيخ: يا أبا حفص! يا أبا حفص! كيف حديث عبد الله بن بسر: أنه كانت له جزرة يداوي بها المرضى، فصاح المحدثون المجان، فبقي علي حتى الساعة.
قلت: قد كان صالح صاحب دعابة، ولا يغضب إذا واجهه أحد بهذا اللقب.
قال أبو بكر البرقاني: أخبرنا أبو حاتم بن أبي الفضل الهروي قال: كان صالح ربما يطنز (1)، كان ببخارى رجل حافظ يلقب بجمل، فكان يمشي مع صالح بن محمد، فاستقبلهما بعير عليه جزر. فقال: ما هذا يا أبا علي؟
قال: أنا عليك هذه حكاية منقطعة.
وروى الحاكم: أخبرنا بكر بن محمد الصيرفي: سمعت صالح بن محمد قال: كنت أساير الجمل الشاعر بمصر، فاستقبلنا جمل عليه جزر.

(1) طنز يطنز بكسر النون كما في " اللسان ": سخر واستهزأ. وقد ضبطت في الأصل بضم النون، ولم نر من نص على ذلك.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»