سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٣٦٤
فرجع وهو يقول: العبد أكرم منا (1).
قال سليمان بن إسحاق الجلاب: سمعت الحربي يقول: الأبواب تبنى على أربع طبقات: طبقة المسند، وطبقة الصحابة، وطبقة التابعين، فيقدم كبارهم، كعلقمة والأسود، وبعدهم من هو أصغر منهم، وبعدهم تابع التابعين، مثل سفيان، ومالك، والحسن بن صالح، وعبيد الله بن الحسن، وابن أبي ليلى، وابن شبرمة، والأوزاعي.
وروي عن إبراهيم الحربي، قال: الناس على أربع طبقات: مليح يتملح، ومليح يتبغض، وبغيض يتملح، وبغيض يتبغض، فالأول: هو المنى، الثاني: يحتمل، وأما بغيض يتملح، فإني أرحمه، وأما البغيض، الذي يتبغض، فأفر منه.
قال ابن بشكوال في أخبار إبراهيم الحربي: نقلت من كتاب ابن عتاب: كان إبراهيم الحربي رجلا صالحا من أهل العلم، بلغه أن قوما من الذين كانوا يجالسونه يفضلونه على أحمد بن حنبل، فوقفهم على ذلك، فأقروا به، فقال: ظلمتموني بتفضيلكم لي على رجل لا أشبهه، ولا ألحق به في حال من أحواله، فأقسم بالله، لا أسمعكم شيئا من العلم أبدا، فلا تأتوني بعد يومكم.
مات الحربي ببغداد، فدفن في داره يوم الاثنين، لسبع بقين من ذي الحجة، سنة خمس وثمانين ومئتين، في أيام المعتضد.
قال المسعودي: كانت وفاة الحربي المحدث الفقيه في الجانب

(١) انظر رواية تاريخ بغداد: ٦ / 34، ومعجم الأدباء: 1 / 119 - 120.
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»