سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٢٢٣
والحجاز والعراق، ومصر والشام، وأصبهان وفارس.
وكان من بحور العلم، بحيث إن بعضهم فضله على أبيه.
صنف " السنن " و " المصاحف " و " شريعة المقارئ "، و " الناسخ والمنسوخ "، و " البعث " وأشياء.
حدث عنه خلق كثير، منهم: ابن حبان، وأبو أحمد الحاكم، وأبو عمر بن حيويه، وابن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن الدارقطني، وعيسى بن علي الوزير، وابن المقرئ، وأبو القاسم بن حبابة، وأبو طاهر المخلص، ومحمد بن عمر بن زنبور الوراق، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وآخرون.
وكان يقول: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد، فأخذت به ثلاثين مد باقلا (1)، فكنت آكل منه، وأكتب عن أبي سعيد الأشج، فما فرغ الباقلا حتى كتبت عنه ثلاثين ألف حديث، ما بين مقطوع ومرسل (2).
قال أبو بكر بن شاذان: قدم أبو بكر بن أبي داود سجستان، فسألوه أن يحدثهم، فقال: ما معي أصل. فقالوا: ابن أبي داود وأصل!؟ قال:
فأثاروني، فأمليت عليهم من حفظي ثلاثين ألف حديث، فلما قدمت بغداد، قال البغداديون: مضى إلى سجستان ولعب بهم، ثم فيجوا فيجا (3) اكتروه بستة دنانير إلى سجستان، ليكتب لهم النسخة، فكتبت، وجئ بها،

(١) الباقلاء: باللهجة العراقية: الفول.
(٢) انظر: تاريخ بغداد: ٩ / 466 - 467.
(3) الفيج: الجماعة من الناس.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»