سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٢٣٤
ودن بكتاب الله والسنن التي * أتت عن رسول الله تنجو وتربح وقل: غير مخلوق كلام مليكنا، * بذلك دان الأتقياء وأفصحوا ولا تك في القرآن بالوقف قائلا * كما قال أتباع لجهم وأسجحوا (1) ولا تقل: القرآن خلق قرأته * فإن كلام الله باللفظ يوضح (2) وقل: يتجلى الله للخلق جهرة * كما البدر لا يخفى وربك أوضح وليس بمولود وليس بوالد * وليس له شبه، تعالى المسبح وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا * بمصداق ما قلنا حديث مصرح (3) رواه جرير، عن مقال محمد * فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح (4) وقد ينكر الجهمي أيضا يمينه * وكلتا يديه بالفواضل تنفح (5) وقل: ينزل الجبار في كل ليلة * بلا كيف، جل الواحد المتمدح إلى طبق الدنيا يمن بفضله * فتفرج أبواب السماء وتفتح يقول: ألا مستغفر يلق غافرا * ومستمنح خيرا ورزقا فيمنح (6)

(١) في: " طبقات الحنابلة ": " ولا تغل في القرآن بالوقف قائلا ".
(2) في: " طبقات الحنابلة ": " خلقا " بدلا من " خلق ".
(3) تقدم الحديث عن " الجهمية " في الصفحة: (100). ت: (5).
(4) جرير: هو ابن عبد الله البجلي الصحابي الجليل. وحديثه في رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة أخرجه البخاري: 2 / 27، في مواقيت الصلاة: باب فضل صلاة العصر، و 8 / 458، في تفسير سورة (ق)، و: 13 / 356، في التوحيد: باب قول الله تعالى: * (وجوه يومئذ ناضرة) *، ومسلم: (633)، في المساجد: باب فضل صلاتي الصبح والعصر، وأبو داود: (4729)، والترمذي: (2754).
(5) أخرج أحمد: 2 / 160، ومسلم في الصحيح: (7127)، في الامارة: باب فضيلة الإمام العادل، والنسائي: 8 / 221، من حديث عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ".
(6) في طبقات الحنابلة: " فأمنح ". وحديث نزول الرب سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، أخرجه من حديث أبي هريرة مالك، 1 / 214، والبخاري:
13 / 389 - 390، في التوحيد: باب قول الله تعالى: * (يريدون أن يبدلوا كلام الله) *، ومسلم: (758)، في صلاة المسافرين: باب الترغيب بالدعاء والذكر في آخر الليل، أبو داود: (1315)، والترمذي: (3498).
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»