سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٨٩
عتبة بن فرقد (1) جميعا صحيحان.
قال عباس الدوري: حدثنا يحيى بن معين، قال: حضرت نعيم بن حماد (2) بمصر، فجعل يقرأ كتابا صنفه، فقال: حدثنا ابن المبارك، عن ابن عون، وذكر أحاديث، فقلت: ليس ذا عن ابن المبارك، فغضب، وقال: ترد علي؟ قلت: إي والله، أريد زينك، فأبى أن يرجع، فلما رأيته لا يرجع، قلت:
لا والله، ما سمعت هذه من ابن المبارك، ولا سمعها هو من ابن عون قط.
فغضب، وغضب من كان عنده، وقام فدخل، فأخرج صحائف، فجعل

(1) عتبة بن فرقد صحابي مترجم في " أسد الغابة " 3 / 567، 568 و " الإصابة " 6 / 379، 380، و " الاستيعاب " 8 / 14 ولم نتبين الحديث الذي يعنيه يحيى بن سعيد، وليس له في الكتب الستة إلا حديث واحد عند النسائي 4 / 129، 130 في الصوم، أخرجه من طريق محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان بن عطاء بن السائب، عن عرفجة، قال: عدنا عتبة بن فرقد، فتذاكرنا شهر رمضان، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: شهر رمضان. قال: سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، يقول: تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغل فيه الشياطين، وينادي مناد كل ليلة: يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر. قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا خطأ أخبرنا به محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، قال: كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد، فأردت أن أحدث بحديث، وكان رجل من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، كأنه أولى بالحديث مني، فحدث الرجل عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: " في رمضان تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب النار، ويصفد فيه كل شيطان مريد. وينادي مناد كل ليلة: يا طالب الخير هلم، ويا طالب الشر أمسك ". فإن يكن يعني هذا الحديث، فإسناده صحيح، لان عطاء بن السائب قد سمع منه سفيان وشعبة قبل الاختلاط.
(2) هو الخزاعي أحد الأئمة الاعلام، على لين في حديثه، وثقه أحمد وغيره. انظر ترجمته في " ميزان " المؤلف 4 / 267، و " تاريخ بغداد " 13 / 306.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»