سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٩٤
وأرفع يدي إذا قنت، ولا أرى المسح على العمامة، ولا أرى الصلاة على رجل يموت بغير البلد - كان يحيى يوهن هذا الحديث - ولا أرى أن يهب الرجل بنته بلا مهر، ولا أن يزوجها على سورة. رأيت يحيى يوهن هذه الأحاديث (1).
أنبأنا علي بن أحمد، أخبرنا عمر بن طبرزد، أخبرنا هبة الله بن عبد الله الشروطي، وأبو الحسن بن الزاغوني، قالا: أخبرنا عبد الصمد بن المأمون، أخبرنا علي بن عمر الحربي (2)، حدثنا عيسى بن سليمان القرشي، أنشدني داود ابن رشيد، أنشدني يحيى بن معين:
المال يذهب حله وحرامه * يوما وتبقى في غد آثامه (3) ليس التقي بمتق لإلهه * حتى يطيب شرابه وطعامه ويطيب ما يحوي وتكسب كفه * ويكون في حسن الحديث كلامه نطق النبي لنا به عن ربه * فعلى النبي صلاته وسلامه قال أبو بكر بن المقرئ: سمعت محمد بن عقيل البغدادي، يقول: قال إبراهيم بن هانئ (4): رأيت أبا داود يقع في يحيى بن معين، فقلت له: تقع في مثل يحيى؟ فقال: من جر ذيول (الناس) (5) جروا ذيله.

(1) انظر " التاريخ ": 659 و 661 و 662.
(2) بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين، وفي آخرها باء معجمة بواحدة، وهي نسبة إلى محلة الحربية غربي بغداد. وعلي بن عمر هذا هو أبو الحسن الحربي السكري، ويقال له:
الحميري والصيرفي والكيال. انظر ترجمته في " الميزان " للمؤلف 3 / 148.
(3) رواية " تاريخ بغداد ": " طرا " بدل " يوما "، وأما رواية ابن العماد في " الشذرات " فهي: " طوعا ". انظر الأبيات في " تاريخ بغداد " 14 / 185، وفي " تهذيب الكمال " ورقة:
1520، وفي " وفيات الأعيان " 6 / 141. وفي " طبقات الحنابلة " 1 / 405، 406، وفي " شذرات الذهب " 2 / 79.
(4) هو أبو إسحاق النيسابوري، كان أحد الابدال، ورحل إلى العراق والشام ومصر ومكة، ثم استوطن بغداد وحدت بها. انظر ترجمته في " تاريخ بغداد " 6 / 204.
(5) الزيادة من تهذيب الكمال لوحة: 1520.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»