سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٣٤٠
قال جعفر بن محمد بن الحسين النيسابوري: حدثني فتح بن الحجاج، قال: سمعت في دار ابن طاهر الأمير، أن الأمير بعث عشرين رجلا. فحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل، فحزروا، فبلغ ألف ألف وثمانين ألفا سوى من كان في السفن. رواها خشنام بن سعد (1)، فقال:
بلغوا ألف ألف وثلاث مئة ألف.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة، يقول: بلغني أن المتوكل أمر أن يمسح الموضع الذي وقف عليه الناس حيث صلي على أحمد، فبلغ مقام ألفي ألف وخمس مئة ألف.
وقال أبو بكر البيهقي: بلغني عن أبي القاسم البغوي أن ابن طاهر أمر أن يحزر الخلق الذين (2) في جنازة أحمد، فاتفقوا على سبع مئة ألف نفس.
قال أبو همام السكوني: حضرت جنازة شريك، وجنازة أبي بكر بن عياش، ورأيت حضور الناس، فما رأيت جمعا قط مثل هذا يعني: جنازة أبي عبد الله.
قال السلمي: حضرت جنازة أبي (الفتح) (3) القواس مع الدارقطني، فلما نظر إلى الجمع، قال: سمعت أبا سهل بن زياد، يقول:
سمعت عبد الله بن أحمد، يقول: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم يوم الجنائز (4).

(1) في الأصل: " خشنام بن سعيد "، وهو خطأ وقد ذكره ابن أبي يعلى في " الطبقات " 1 / 152، وقال: نقل عن إمامنا أشياء.
(2) في " تاريخ الاسلام ": " الذي ".
(3) الزيادة من تاريخ الاسلام.
(4) قال الحافظ ابن كثير في " التاريخ " 10 / 342: " وقد صدق الله قول أحمد في هذا، فإنه كان إمام السنة في زمانه. وعيون مخالفيه أحمد بن أبي دواد وهو قاضي قضاة الدنيا - لم يحتفل أحد بموته، ولم يلتفت إليه. ولما مات، ما شيعه إلا قليل من أعوان السلطان. وكذلك الحارث ابن أسد المحاسبي، مع زهده وورعه وتنقيره ومحاسبته نفسه في خطراته وحركاته، لم يصل عليه إلا ثلاثة أو أربعة من الناس، وكذلك بشر بن غياث المريسي، لم يصل عليه إلا طائفة يسيرة جدا. فلله الامر من قبل ومن بعد ".
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»