سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٣١٨
إلا المذاكرة للحديث، وذكر الصالحين في وقار وسكون، ولفظ حسن.
وإذا لقيه إنسان، بش به، وأقبل عليه. وكان يتواضع للشيوخ شديدا، وكانوا يعظمونه، وكان يفعل بيحيى بن معين ما لم أره يعمل بغيره من التواضع والتكريم والتبجيل. كان يحيى أكبر منه بسبع سنين.
الخطبي (1)، حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: كان أبي إذا أتى البيت من المسجد، ضرب برجله حتى يسمعوا صوت نعله، وربما تنحنح ليعلموا به.
الخلال: حدثنا محمد بن علي، حدثنا مهنى، قال: رأيت أبا عبد الله مرات يقبل وجهه ورأسه، ولا يقول شيئا ولا يمتنع، ورأيت سليمان بن داود الهاشمي يقبل رأسه وجبهته، لا يمتنع من ذلك ولا يكرهه.
وقال عبدوس العطار: وجهت بابني مع الجارية يسلم على أبي عبد الله، فرحب به وأجلسه في حجره، وساءله، واتخذ له خبيصا، وقال للجارية: كلي معه، وجعل يبسطه.
وقال الميموني: كان أبو عبد الله حسن الخلق، دائم البشر، يحتمل الأذى من الجار.
علوان بن الحسين: سمعت عبد الله بن أحمد، قال: سئل أبي: لم لا تصحب الناس؟ قال: لوحشة الفراق.

(1) بضم الخاء المعجمة، وفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة لأبي محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي، من أهل بغداد. قال السمعاني: ظني أن هذه النسبة إلى الخطب وإنشائها، وإنما ذكر هذا لفصاحته. كان فاضلا فهما عارفا بأيام الناس وأخبار الخلفاء. كانت ولادته في المحرم سنة 269 ه‍، ومات في جمادى الآخرة سنة 350.
انظر ترجمته في " أنساب " السمعاني 5 / 162، 163.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»