سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٣٢٣
عندي قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وروى حديث جرير: " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا البدر ". فقال لأحمد بن أبي دواد: ما عندك؟ فقال: أنظر في إسناده، وانصرف، ووجه إلى ابن المديني وهو بغداد مملق، فأحضره ووصله بعشرة آلاف درهم، وقال: يا أبا الحسن، حديث جرير في الرؤية وذكر قصة (1).
أحمد بن علي الأبار: حدثنا يحيى بن عثمان الحربي، سمعت بشر ابن الحارث، يقول: وددت أن رؤوسهم خضبت بدمائهم، وأنهم لم يجيبوا.
نقل أبو علي بن البناء، عن شيخ، عن آخر، أن هذه الأبيات لأحمد في علي:

(1) وتمامه كما في " تاريخ بغداد " 11 / 466:.... ما هو؟ قال: صحيح. قال:
فهل عندك فيه شئ؟ قال: يعفيني القاضي من هذا. فقال: يا أبا الحسن! هذه حاجة الدهر، ثم أمر له بثياب وطيب ومركب بسرجه ولجامه، ولم يزل حتى قال له: في هذا الاسناد من لا يعمل عليه، ولا على ما يرويه، وهو قيس بن أبي حازم، إنما كان أعرابيا بوالا على عقبيه. فقبل ابن أبي دواد ابن المديني واعتنقه. فلما كان الغد وحضروا، قال ابن أبي داود: يا أمير المؤمنين!
يحتج في الرؤيا بحديث جرير، وإنما رواه عنه قيس بن أبي حازم، وهو أعرابي بوال على عقبيه. قال: فقال أحمد بن حنبل بعد ذلك: فحين أطلع لي هذا، علمت أنه من عمل علي ابن المديني ".
ولقد دفع الخطيب البغدادي هذه الفرية عن علي بن المديني، فقال: أما ما حكي عن علي ابن المديني في هذا الخبر من أن قيس بن أبي حازم لا يعمل على ما يرويه لكونه أعرابيا بوالا على عقبيه، فهو باطل، وقد نزه الله عليا عن قول ذلك، لان أهل الأثر - وفيهم علي - مجمعون على الاحتجاج برواية قيس بن أبي حازم وتصحيحها، إذ كان من كبراء تابعي أهل الكوفة، وليس في التابعين من أدرك العشرة المقدمين وروى عنهم غير قيس، مع روايته عن خلق من الصحابة سوى العشرة. ولم يحك أحد ممن ساق خبر محنة أبي عبد الله أحمد بن حنبل أنه نوظر في حديث الرؤية. فإن كان هذا الخبر المحكي عن ابن قهم محفوظا، فأحسب أن ابن أبي دواد تكلم في قيس بن أبي حازم بما ذكر في الحديث، وعزا ذلك إلى علي بن المديني. وممن طعن في صحة هذا الخبر أيضا السبكي في " الطبقات " 2 / 147. وقد سبق تخريج حديث الرؤية في الصفحة:
52 ت (1).
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»