سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٦٠٤
في شئ، فإن العلم الواجب يجب بثه ونشره ويجب على الأمة حفظه، والعلم الذي في فضائل الأعمال مما يصح إسناده يتعين نقله ويتأكد نشره، وينبغي للأمة نقله، والعلم المباح لا يجب بثه ولا ينبغي أن يدخل فيه إلا خواص العلماء.
والعلم الذي يحرم تعلمه ونشره علم الأوائل وإلهيات الفلاسفة وبعض رياضتهم بل أكثره، وعلم السحر، والسيمياء، والكيمياء، والشعبذة، والحيل، ونشر الأحاديث الموضوعة، وكثير من القصص الباطلة أو المنكرة، وسيرة البطال المختلقة، وأمثال ذلك، ورسائل إخوان الصفا، وشعر يعرض فيه إلى الجناب النبوي، فالعلوم الباطلة كثيرة جدا فلتحذر، ومن ابتلي بالنظر فيها للفرجة والمعرفة من الأذكياء، فليقلل من ذلك، وليطالعه وحده، وليستغفر الله تعالى، وليلتجئ إلى التوحيد، والدعاء بالعافية في الدين، وكذلك أحاديث كثيرة مكذوبة وردت في الصفات لا يحل بثها إلا التحذير من اعتقادها، وإن أمكن إعدامها فحسن. اللهم فاحفظ علينا إيماننا، ولا قوة إلا بالله.
حديث آخر أنكر على نعيم بن حماد فقال: حدثنا ابن المبارك عن معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير، سمع عمرو بن العاص يقول: " لا تنقضي الدنيا حتى يملكها رجل من قحطان " (1) فقال معاوية: ما هذا؟
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " لا يزال هذا الامر في قريش لا يناوئهم فيه أحد إلا أكبه الله على وجهه " ورواه شعبة عن الزهري، فقال: كان محمد بن

(1) وأخرجه من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه " البخاري 13 / 67 في الفتن: باب تغير الزمن، ومسلم (2910) من طريقين عن ثور بن يزيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة.
(٦٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 599 600 601 602 603 604 605 606 607 608 609 ... » »»