سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٤٩٨
قال عبد الله بن أبي مقاتل البلخي، عن أبي عبيد: دخلت البصرة لاسمع من حماد بن زيد، فقدمت فإذا هو قد مات، فشكوت ذلك إلى عبد الرحمن بن مهدي فقال: مهما سبقت به، فلا تسبقن بتقوى الله (1).
وقال أبو حامد الصاغاني: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول:
فعلت بالبصرة فعلتين أرجو بهما الجنة: أتيت يحيى القطان وهو يقول: أبو بكر وعمر. فقلت: معي شاهدان من أهل بدر يشهدان أن عثمان أفضل من علي. قال: من؟ قلت: أنت حدثتنا عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، قال: خطبنا ابن مسعود، فقال: أمرنا خير من بقي، ولم نال. قال: ومن الآخر؟ قلت: الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن المسور، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول: شاورت المهاجرين الأولين، وأمراء الأجناد، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أر أحدا يعدل بعثمان. قال: فترك يحيى قوله، وقال: أبو بكر وعمر وعثمان.
قال: وأتيت عبد الله الخريبي، فإذا بيته بيت خمار. فقلت: ما هذا؟
قال: ما اختلف فيه أولنا ولا آخرنا. قلت: اختلف فيه أولكم وآخركم.
قال: من؟ قلت: أيوب السختياني، عن محمد، عن عبيدة قال: اختلف علي في الأشربة، فمالي شراب منذ عشرين سنة إلا عسل أو لبن أو ماء.
قال: ومن آخرنا؟ قلت: عبد الله بن إدريس. قال: فأخرج كل ما في منزله، فأهراقه (2).
أبو عبيد قال: سمعني ابن إدريس أتلهف على بعض الشيوخ، فقال لي: يا أبا عبيد، مهما فاتك من العلم، فلا يفوتنك من العمل (3).

(1) " تاريخ بغداد " 12 / 408، 409.
(2) " تاريخ بغداد " 2 / 409. (3) " تاريخ بغداد " 2 / 409.
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»