سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٩٢
الأموال (1)، واشتد البلاء ببابك، وهزم الجيوش، ودخل في دينه خلائق من العجم، وعسكر بهمذان، فبرز لقتاله إسحاق المصعبي، فكانت ملحمة عظمي، فيقال: قتل منهم ستون ألفا، وهرب باقيهم إلى الروم (2).
وظهر سنة 219 محمد بن القاسم العلوي، يدعو إلى الرضى من آل محمد، وتمت له حروب إلى أن قيده ابن طاهر، ثم هرب من السجن، وأضمرته البلاد (3).
وفي سنة عشرين: عقد المعتصم للأفشين (4) في جيش لجب لقتال بابك، فتمت ملحمة انهزم فيها بابك إلى موغان، ومنها إلى مدينة له تسمى البذ (5).
وفي رمضان كانت محنة الإمام أحمد في القرآن، وضرب بالسياط حتى زال عقله، ولم يجب، فأطلقوه (6)، وأمر المعتصم بإنشاء مدينة

(١) " تاريخ الطبري " ٨ / ٦٦٧.
(٢) " تاريخ الطبري " ٨ / ٦٦٧، ٦٦٨، و " الكامل " لابن الأثير ٦ / ٤٤١.
(٣) انظر " مروج الذهب " للمسعودي ٧ / ١١٦، ١١٧، و " تاريخ الطبري " ٩ / ٧، و " الكامل " لابن الأثير ٦ / ٤٤٢، ٤٤٣، و " البداية والنهاية " ١٠ / ٢٨٢.
(٤) اسمه حيدر بن كاوس، عقد له المعتصم في قتال بابك الخرمي، وكان من الامراء الشجعان، واتهم بالكفر وعبادة الأصنام، فسجنه المعتصم حتى مات سنة (٢٢٦) ه‍ انظر " العبر " ١ / ٣٩٥.
(٥) انظر خبر هذه الوقعة في " مروج الذهب " ٧ / ١٢٣ - ١٢٧، و " تاريخ الطبري " ٩ / ١٣، ١٤، و " الكامل " ٦ / ٤٤٩ - ٤٥١.
وموغان - ويقال لها: موقان -: ولاية بآذربيجان فيها قرى ومروج كثيرة. معجم البلدان ٥ / 225، والبذ: كورة بين أذربيجان وأران، بها كان مخرج بابك الخرمي. انظر " معجم البلدان " 1 / 361، وانظر الصفحة 294 تعليق (2) من هذا الجزء.
(6) سترد ترجمة الإمام أحمد ومحنته مفصلة في الجزء الحادي عشر من هذا الكتاب برقم (78).
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»