سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٦٣
رحمه الله، فإنه كان إذا مر بمجلس يقولون: لا إله إلا الله. وقيل: كان يسمى الراهب لعبادته وفضله.
وروى عبد الله بن أحمد بن الهيثم، عن جده قال: كنا إذا أتينا القعنبي، خرج إلينا كأنه مشرف على جهنم (1).
قال محمد بن عبد الله الزهيري، عن الحنيني قال: كنا عند مالك، فقدم ابن قعنب من سفر، فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض (2).
وقال أبو عبد الله الحاكم: قال الدارقطني: يقدم في " الموطأ " معن بن عيسى، وابن وهب، والقعنبي، ثم قال: وأبو مصعب ثقة في " الموطأ ".
وقد رويت حكاية في سماع القعنبي لذاك الحديث من شعبة لا تصح وأنه هجم عليه بيته، فوجده يبول في بلوعة، فقال: حدثني، فلامه، وعنفه، وقال: تهجم على داري، ثم تقول: حدثني وأنا على هذه الحالة؟! قال: إني أخشى الفوت، فروى له الحديث في قلة الحياء، وحلف أن لا يحدثه بسواه.
وفي الجملة لم يدرك القعنبي شعبة إلا في آخر أيامه، فلم يكثر عنه. وقد حدثه أفلح عن القاسم بن محمد، وأفلح أكبر من شعبة قليلا.
وقد سمعت " الموطأ " بحلب وبعلبك من رواية القعنبي (3) عن مالك.

(1) " وفيات الأعيان " 3 / 40، و " ترتيب المدارك " 1 / 399.
(2) " ترتيب المدارك " 1 / 398، و " تهذيب الكمال " لوحة 742.
(3) لم يطبع " الموطأ " بروايته، ويغلب على ظني أن في مكتبة الحرم المكي نسخة منه.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»