سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٣٠
قال ابن سعد: كان أبو مسهر راوية سعيد بن عبد العزيز، وكان أشخص من دمشق إلى المأمون بالرقة، فسأله عن القرآن، فقال: هو كلام الله، وأبى أن يقول: مخلوق، فدعا له بالنطع والسيف ليضرب عنقه، فلما رأى ذلك، قال: مخلوق. فتركه من القتل، وقال: أما إنك لو قلت ذاك قبل السيف، لقبلت منك، ولكنك تخرج الآن، فتقول:
قلت ذاك فرقا من القتل، فأمر بحبسه ببغداد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة، ومات بعد قليل في الحبس في غرة رجب من السنة، فشهده قوم كثير من أهل بغداد (1).
قال أبو زرعة عن أبي مسهر: ولد لي ولد والأوزاعي حي، وجالست سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة، وما كان أحد من أصحابي أحفظ لحديثه مني، غير أني نسيت (2). وسمعت أبا مسهر يقول: كتب إلي أحمد بن حنبل لاكتب إليه بحديث أم حبيبة في مس الفرج (3).
قال أبو إسحاق الجوزجاني: سمعت يحيى بن معين يقول: الذي

(1) " طبقات ابن سعد " 7 / 473، و " مناقب الإمام أحمد " لابن الجوزي ص 486، 487، و " تهذيب الكمال " لوحة 762، و " تهذيب التهذيب " 6 / 100 وقد تحرف فيه " ابن سعد " إلى " أبي سعيد "، و " راوية " إلى " روايته ".
(2) " تاريخ دمشق " لأبي زرعة 1 / 580، 581، و " تاريخ بغداد " 11 / 72، و " تهذيب الكمال " لوحة 761.
(3) " تاريخ دمشق " لأبي زرعة 1 / 396 و " تاريخ بغداد " 11 / 73، ولفظ الحديث:
" من مس فرجه فليتوضأ " أخرجه ابن ماجة (481) من طريق الهيثم بن حميد، حدثنا العلاء ابن الحارث، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من مس فرجه فليتوضأ " قال البوصيري في " الزوائد " ورقة 36: هذا إسناد فيه مقال، مكحول الدمشقي مدلس، وقد رواه بالعنعنة، فوجب ترك حديثه، لا سيما وقد قال البخاري وأبو زرعة وهشام بن عمار وأبو مسهر وغيرهم: إنه لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان، فالاسناد منقطع. وانظر " نصب الراية " 1 / 56، 57.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»