سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ١٧٣
قال أبو الحسن طاهر بن غلبون (1): وإمام أهل البصرة بالجامع لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب رحمه الله.
وقال الإمام علي بن جعفر السعيدي: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن في كلامه، وكان أبو حاتم السجستاني من بعض غلمانه (2).
وعن أبي عثمان المازني قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقرأت عليه سورة طه، فقلت: مكانا سوى، فقال: اقرأ " سوى " قراءة يعقوب (3).
قال أبو القاسم الهذلي (4) في " كامله ": ومنهم يعقوب الحضرمي، لم ير في زمنه مثله، كان عالما بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلا تقيا نقيا ورعا زاهدا، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة، ولم يشعر، ورد إليه، فلم يشعر، لشغله بعبادة ربه، وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق (5).
وقال أبو طاهر بن سوار: كان يعقوب حاذقا بالقراءة، قيما بها،

(1) هو أبو الحسن طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي ثم المصري، شيخ الديار المصرية في القراءات، ومصنف " التذكرة " وشيخ أبي عمرو الداني. توفي سنة 399 ه‍ انظر " النشر " 1 / 73.
(2) " معرفة القراء الكبار " 1 / 130.
(3) وهي قراءة عاصم وحمزة وابن عامر، وقرأ الباقون بالكسر، وهما لغتان: أي: مكانا عدلا، وقيل: وسطا بين قريتين " حجة القراءات " ص 453.
(4) واسمه يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل الهذلي المغربي نزيل نيسابور، وقد توفي بها سنة خمس وستين وأربع مئة، وكتابه " الكامل " في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها، فيما ذكره ابن الجزري في " النشر " 1 / 90.
(5) " معرفة القراء الكبار " 1 / 131.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»