سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ١٧٠
وفاق الناس في القراءة، وما هو بدون الكسائي (1)، بل هو أرجح منه عند أئمة، لكن رزق أبو الحسن سعادة.
وازدحم القراء على يعقوب، فتلا عليه روح بن عبد المؤمن (2)، ومحمد بن المتوكل رويس (3)، والوليد بن حسان، وأحمد بن عبد الخالق المكفوف، وكعب بن إبراهيم، وحميد بن وزير، والمنهال بن شاذان، وأبو عمر الدوري، وأبو حاتم السجستاني، وعدد كثير.
وكان يقرئ الناس علانية بحرفه بالبصرة في أيام ابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، والقاضي أبي يوسف، ومحمد ابن الحسن، ويحيى اليزيدي، وسليم (4)، والشافعي، ويزيد بن هارون، وعدد كثير من أئمة الدين، فما بلغنا بعد الفحص والتنقيب أن أحدا من القراء ولا الفقهاء ولا الصلحاء ولا النحاة ولا الخلفاء كالرشيد والأمين والمأمون أنكروا قراءته، ولا منعوه منها أصلا، ولو أنكر أحد عليه لنقل ولاشتهر، بل مدحها غير واحد، وأقرأ بها أصحابه بالعراق، واستمر إمام جامع البصرة بقراءتها في المحراب سنين متطاولة، فما أنكر عليه مسلم، بل تلقاها الناس بالقبول، ولقد عومل حمزة مع جلالته بالانكار عليه

(١) تقدمت ترجمته في الجزء التاسع من هذا الكتاب الصفحة ١٣١.
(٢) هو روح بن عبد المؤمن أبو الحسن الهذلي مولاهم البصري النحوي، مقرئ جليل ثقة ضابط مشهور، روى قراءة يعقوب عنه، وروى عنه البخاري في " صحيحه "، مات سنة ٢٣٤ أو ٢٣٥. انظر " غاية النهاية في طبقات القراء " ١ / ٢٨٥.
(٣) هو محمد بن المتوكل أبو عبد الله اللؤلؤي البصري المعروف برويس، مقرئ ضابط مشهور، أحد رواة قراءة يعقوب، قال الداني: وهو من أحذق أصحابه. توفي بالبصرة سنة ٢٣٨. انظر " غاية النهاية في طبقات القراء " 2 / 234، 235.
(4) هو سليم بن عيسى بن سليم بن عامر المقرئ، المتوفى سنة 188 ه‍. وقد تقدمت ترجمته في الجزء التاسع ص 375.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»