سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ١٨٤
ابن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان يقول: أصل كل خير الخوف من الدنيا، ومفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع (1).
أبو عبد الله الحاكم: أخبرنا الخلدي، حدثني الجنيد، سمعت السري السقطي، حدثني أحمد بن أبي الحواري، سمعت أبا سليمان يقول: قدم إلي أهلي مرة خبزا وملحا، فكان في الملح سمسمة، فأكلتها، فوجدت رانها على قلبي بعد سنة.
أحمد بن أبي الحواري: وسمعته يقول: من رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة (2).
وعنه: إذا تكلف المتعبدون أن يتكلموا بالاعراب ذهب الخشوع من قلوبهم.
وعنه: إن من خلق الله [خلقا] لو زين لهم الجنان ما اشتاقوا [إليها]، فكيف يحبون الدنيا وقد زهدهم فيها (3).
قال أحمد: وسمعته يقول: لولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا، ولربما رأيت القلب يضحك ضحكا (4).

(١) " حلية الأولياء " ٩ / ٢٥٩، و " تاريخ بغداد " ١٠ / ٢٥٠، و " البداية والنهاية " ١٠ / ٢٥٦، وفيها: وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله تعالى.
(٢) " البداية والنهاية " ١٠ / ٢٥٦.
(٣) الخبر في " الحلية " ٩ / ٢٧٣، ولفظه: أحمد - هو ابن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: إن في خلق الله تعالى خلقا لو ذم لهم الجنان ما اشتاقوا إليها، فكيف يحبون الدنيا وهو قد زهدهم فيها؟ فحدثت به سليمان ابنه، فقال: لو ذمها لهم؟ قلت: كذا قال أبوك. قال: والله لو شوقهم إليها لما اشتاقوا، فكيف لو ذمها لهم.
(٤) انظر " الحلية " ٩ / ٢٧٥، و " تاريخ بغداد " ١٠ / ٢٤٩، و " البداية والنهاية " 10 / 257.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»