قال ابن حبان في صدر كتابه في " الضعفاء ": إلا أن من أكثرهم تنقيرا عن شأن المحدثين وأتركهم للضعفاء والمتروكين حتى يجعله لهذا الشأن صناعة لهم لم يتعدوها - مع لزوم الدين، والورع الشديد، والتفقه في السنن - رجلين (1): يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي (2).
قال سهل بن صالح: سمعت يزيد بن هارون يقول: وقعت بين أسدين: عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان.
قلت: توفي ابن مهدي بالبصرة في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومئة.
وعاش أبوه بعده، وكان شيخا عاميا، ربما كان يمزح بجهل، ويشير إلى الجماعة إلى ابنه، ويشير إلى متاعه، فيقول: هذا خرج من هذا.
وقال عبد الرحمن بن محمد بن سلم: سمعت عبد الرحمن بن عمر، سمعت ابن مهدي يقول: فتنة الحديث أشد من فتنة المال والولد (3).
قال أبو قدامة: سمعت ابن مهدي يقول: لان أعرف علة حديث أحب إلي من أن أستفيد عشرة أحاديث (4).
قال عبد الله أخو رسته: سمعت ابن مهدي يقول: محرم على الرجل أن يفتي إلا في شئ سمعه من ثقة (5).