سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٢٠٨
عبد الصمد بن محمد، أخبرنا علي بن المسلم، أخبرنا أبو نصر بن طلاب، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن جميع بصيدا، حدثنا عبد الملك بن أحمد ببغداد، حدثنا حفص بن عمرو الربالي (1)، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الطعام والشراب (2).
قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: قال أحمد بن سنان:
سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لو كان لي عليه سلطان - على من يقرأ قراءة حمزة - لأوجعت ظهره وبطنه.
قلت: جاء نحو هذا عن جماعة (3)، وإنما ذلك عائد إلى ما فيها من

(١) بفتح الراء والباء نسبة إلى ربال جده.
(٢) إسناده صحيح، وأخرجه أحمد ١ / ٣٠٩ من طريق عبد الرحمن بن مهدي بهذا الاسناد، وأخرجه أبو داود (٣٧٢٨) في الأشربة: باب في النفخ في الشراب والتنفس فيه، والترمذي (١٨٨٨) في الأشربة: باب ما جاء في كراهية النفخ في الشراب من طريقين عن سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم به، وقال الترمذي: حسن صحيح.
(٣) قال ابن قدامة في " المغني " ١ / ٤٩٢: ولم يكره أحد قراءة أحد من العشر إلا قراءة حمزة والكسائي، لما فيها من الكسر والادغام والتكلف وزيادة المد، وقال ابن الجزري في " غاية النهاية " 1 / 263: وأما ما ذكر عن عبد الله بن إدريس وأحمد بن حنبل من كراهة قراءة حمزة، فإن ذلك محمول على قراءة من سمعا منه ناقلا عن حمزة، وما آفة الاخبار إلا رواتها. قال ابن مجاهد: قال محمد بن الهيثم: والسبب في ذلك إن رجلا ممن قرأ على سليم حضر مجلس ابن إدريس، فقرأ، فسمع ابن إدريس ألفاظا فيها إفراط في المد والهمز وغير ذلك من التكلف، فكره ذلك ابن إدريس، وطعن فيه. قال محمد بن الهيثم: وقد كان حمزة يكره هذا، وينهى عنه، قلت: أما كراهته الافراط من ذلك، فقد روينا عنه من طرق أنه كان يقول لمن يفرط عليه في المد والهمز: لا تفعل أما علمت أن ما كان فوق البياض، فهو برص، وما كان فوق الجعودة، فهو قطط، وما كان فوق القراءة، فليس بقراءة.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»