سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ١٥٨
في سترة، ولو كشف الغطاء، لكشف عن أمر عظيم. الصدق النية.
قال الفلاس: ما سمعت وكيعا ذاكرا أحدا بسوء قط.
قلت: مع إمامته، كلامه نزر جدا في الرجال.
قال أحمد بن أبي الحواري، عن وكيع: ما أخذت حديثا قط عرضا. فذكرت هذا لابن معين، فقال: وكيع عندنا ثبت.
قال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير: وكيع عن الثوري غاية الاسناد، ليس بعده شئ، ما أعدل بوكيع أحدا. فقيل له: فأبو معاوية؟ فنفر من ذلك.
قلت: أصح إسناد بالعراق وغيرها: أحمد بن حنبل، عن وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي " المسند " بهذا السند عدة متون.
قال عبد الله بن هاشم: خرج علينا وكيع يوما، فقال: [أي] (1) الاسنادين أحب إليكم: الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. أو سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الله؟ فقلنا: الأعمش، فإنه أعلى. فقال: بل الثاني، فإنه فقيه، عن فقيه، عن فقيه، عن فقيه، والآخر شيخ عن شيخ. وحديث يتداوله الفقهاء خير من حديث يتداوله الشيوخ (2).

(1) لم ترد في الأصل.
(2) مراد وكيع أن المحدث الذي يجمع إلى الحفظ والضبط البصر بما في الحديث، والتفقه به، والاستنباط منه يكون حديثه أضبط وأصح من المحدث الذي يقتصر على الحفظ وسرد المرويات. وهذا بين لا خفاء فيه.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»