سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ١٤٧
قال رأيت الثوري وابن عيينة، ومعمرا ومالكا، وريت ورأيت، فما رأت عيناي قط مثل وكيع.
قال المفضل الغلابي: كنا بعبادان، فقال لي حماد بن مسعدة:
أحب أن تجئ معي إلى وكيع، فأتيناه، فسلم عليه، وتحدثنا، ثم انصرفنا، فقال لي حماد: يا أبا معاوية! قد رأيت الثوري، فما كان مثل هذا.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان وكيع حافظا حافظا، ما رأيت مثله.
وقال بشر بن موسى: سمعت أحمد بن حنبل بقول: ما رأيت قط مثل وكيع في العلم والحفظ والاسناد والأبواب مع خشوع وورع.
قلت: يقول هذا أحمد مع تحريه وورعه، وقد شاهد الكبار مثل هشيم، وابن عيينة، ويحيى القطان، وأبي يوسف القاضي وأمثالهم.
وكذا روى عن أحمد إبراهيم الحربي، قال جعفر بن محمد بن سوار النيسابوري: سمعت عبد الصمد بن سليمان البلخي: سألت أحمد ابن حنبل، عن يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن، ووكيع، وأبي نعيم، فقال: ما رأيت أحفظ من وكيع، وكفاك بعبد الرحمن معرفة وإتقانا، وما رأيت رجلا أوزن بقوم من غير محاباة، ولا أشد تثبتا في أمور الرجال من يحيى بن سعيد، وأبو نعيم أقل الأربعة خطأ، وهو عندي ثقة موضع الحجة في الحديث.
وقال صالح بن أحمد: قلت لأبي: أيما أثبت عندك، وكيع أو يزيد؟ فقال: ما منهما بحمد الله إلا ثبت، وما رأيت أوعى للعلم من وكيع، ولا أشبه من أهل النسك منه، ولم يختلط بالسلطان.
وقال الترمذي: سمعت أحمد بن الحسن: سئل أحمد بن حنبل
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»