سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٤١٢
احتلت للدنيا ولذاتها * بحيلة تذهب بالدين فصرت مجنونا بها بعدما * كنت دواء للمجانين أين رواياتك في سردها * عن ابن عون وابن سيرين أين رواياتك فيما مضى * في ترك أبواب السلاطين إن قلت أكرهت فماذا كذا * زل حمار العلم في الطين وروى عبد الله بن محمد قاضي نصيبين، حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، قال: أملى علي ابن المبارك سنة سبع وسبعين ومئة، وأنفذها معي إلى الفضيل بن عياض من طرسوس:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب جيده بدموعه * فنحورنا بدمائنا تتخضب أو كان يتعب خيلة في باطل * فخيولنا يوم الصبيحة تتعب ريح العبير لكم ونحن عبيرنا * رهج السنابك والغبار الأطيب (1) ولقد أتانا من مقال نبينا * قول صحيح صادق لا يكذب لا يستوي وغبار خيل الله في * أنف امرئ ودخان نار تلهب (2) هذا كتاب الله ينطق بيننا * ليس الشهيد بميت لا يكذب

(1) الرهج والرهج: الغبار، والسنابك جمع سنبك طرف حافر الخيل وجانباه من قدام.
(2) يشير إلى الحديث الذي أخرجه أحمد 2 / 256 و 342 و 441. والنسائي 6 / 12، 13، 14، والحاكم 2 / 72، والبيهقي 9 / 161، من حديث أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا، ولا يجتمع الشح والايمان في قلب عبد أبدا " وفي سنده ابن اللجلاج لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وله طريق آخر عند أحمد 2 / 340، والنسائي 6 / 12، 13، والحاكم 2 / 72 من حديث الليث، عن محمد ابن عجلان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وهذا سند حسن، وصححه ابن حبان (1597) و (1599).
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»