سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٣٩٣
قال الحسن بن عيسى: أخبرني صخر، صديق ابن المبارك، قال:
كنا غلمانا في الكتاب، فمررت أنا وابن المبارك، ورجل يخطب، فخطب خطبة طويلة، فلما فرغ، قال لي ابن المبارك: حفظتها، فسمعه رجل من القوم، فقال: هاتها، فأعادها، وقد حفظها (1).
نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك قال: قال لي أبي: لئن وجدت كتبك، لأحرقنها، قلت: وما علي من ذلك وهي في صدري (2).
وقال أبو وهب محمد بن مزاحم: العجب ممن يسمع الحديث من ابن المبارك عن رجل، ثم يأتي ذلك الرجل حتى يحدثه [به] (3).
قال ابن خراش: ابن المبارك مروزي ثقة.
قال القاسم بن محمد بن عباد: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت ابن المبارك بمكة أتي زمزم، فاستقى شربة، ثم استقبل القبلة، فقال:
اللهم إن ابن أبي الموال، حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ماء زمزم لما شرب له " وهذا أشربه لعطش القيامة، ثم شربه (4).

(1) " تاريخ بغداد " 10 / 165، 166، (2) " تاريخ بغداد " 10 / 166.
(3) " تاريخ بغداد " 10 / 166.
(4) " تاريخ بغداد " 10 / 166، وحديث " ماء زمزم لما شرب له " أخرجه أحمد، 3 / 357، وابن ماجة (3062) من طريق عبد الله بن المؤمل، أنه سمع أبا الزبير يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ماء زمزم لما شرب له " وهذا سند ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل، لكن له شاهد عن ابن عباس، أخرجه الدارقطني في " سننه " من حديث محمد بن حبيب الجارودي، عن سفيان بن عيينة، عن أبي نجيح، عن مجاهد عنه، رفعه به، وأخرجه مسلم في " صحيحه " (2473) في حديث أبي ذر الطويل قوله صلى الله عليه وسلم: " إنها مباركة، وإنها طعام طعم "، ولفظ أبي داود الطيالسي 2 / 158 " إنها لمباركة وهي طعام طعم وشفاء سقم ".
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»