سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٣٩٤
كذا قال: ابن أبي الموال، وصوابه ابن المؤمل عبد الله المكي، والحديث به يعرف، وهو من الضعفاء، لكن يرويه عن أبي الزبير، عن جابر، فعلى كل حال خبر ابن المبارك فرد منكر، ما أتى به سوى سويد، رواه الميانجي، عن ابن عباد.
أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب: سمعت الخليل أبا محمد، قال:
كان عبد الله بن المبارك إذا خرج إلى مكة قال:
بغض الحياة وخوف الله أخرجني * وبيع نفسي بما ليست له ثمنا إني وزنت الذي يبقى ليعدله * ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا (1) قال نعيم بن حماد: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق، يصير كأنه ثور منحور، أو بقرة منحورة، من البكاء، لا يجتزئ أحد منا أن يسأله عن شئ إلا دفعه (2).
أبو حاتم الرازي: حدثنا عبدة بن سليمان المروزي قال: كنا سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان، خرج رجل من العدو، فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه رجل، فطارده ساعة فطعنه فقتله، فازدحم إليه الناس، فنظرت فإذا هو عبد الله بن المبارك، وإذا هو يكتم وجهه بكمه، فأخذت بطرف كمه فمددته، فإذا هو هو. فقال: وأنت

(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»