سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٣٧٤
روى عن أبيه، وعن أبي طوالة.
وعنه: ابن عيينة، وابن المبارك، وعبد الله بن عمران العائذي.
وغيرهم.
وهو قليل الرواية، مشتغل بنفسه، قوال بالحق، أمار بالعرف، لا تأخذه في الله لومة لائم. كان ينكر على مالك الامام اجتماعه بالدولة.
قال ابن عيينة فيما رواه عنه نعيم بن حماد، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، " يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة " (1).
وقد قال ابن عيينة في العمري هذا: هو عالم المدينة الذي فيه الحديث.
علي بن حرب، عن أبيه قال: مضى الرشيد على حمار، ومعه غلام إلى العمري، فوعظه، فبكى، وغشي عليه.
قال ابن أبي أويس: كتب العمري إلى مالك، وابن أبي ذئب، وغيرهما، بكتب أغلظ لهم فيها، وقال: أنتم علماء تميلون إلى الدنيا، وتلبسون اللين، وتدعون التقشف. فجاوبه ابن أبي ذئب بكتاب أغلظ له. وجاوبه مالك جواب فقيه.
وقيل: إن العمري وعظ الرشيد مرة، فكان يتلقى قوله بنعم يا عم، فلما ذهب، أتبعه الأمين والمأمون بكيسين فيهما ألفا دينار، فردها وقال: هو أعلم بمن يفرقها عليه، وأخذ دينارا واحدا، وشخص عليه بغداد، فكره

(1) تقدم تخريجه ولا يصح.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»