سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٨٧
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه * خلق، وجيب قميصه مرقوع (1) وعن المدائني: أن المنصور لما احتضر قال: اللهم إني قد ارتكبت عظائم، جرأة مني عليك، وقد أطعتك في أحب الأشياء إليك، شهادة أن لا إله إلا الله، منا منك لا منا عليك، ثم مات.
وقيل: رأى ما يدل على قرب موته، فسار للحج. وقيل: مات مبطونا، وعاش أربعا وستين سنة.
قال الصولي: دفن بين الحجون وبئر ميمون (2)، في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومئة.
قال عباد بن كثير لسفيان: قلت لأبي جعفر: أتؤمن بالله؟ قال: نعم.
قلت: حدثني عن الأموال التي اصطفيتموها من بني أمية، فلئن صارت إليكم ظلما وغصبا، فما رددتموها إلى أهلها الذين ظلموا، ولئن كانت لبني أمية،

(١) البيت لابن هرمة في " ديوانه " (ط. مجمع اللغة العربية بدمشق) ص ١٤٣، وهو من قصيدة مطلعها:
أذكرت عهدك أم شجتك ربوع * أم أنت متبل الفؤاد مضوع وابن هرمة هو: إبراهيم بن علي بن سلمة، أبو إسحاق. وهو شاعر غزل، من سكان المدينة، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. اتصل بعدد من الخلفاء الأمويين، ثم انقطع إلى الطالبين، وله شعر فيهم، وهو آخر الشعراء الذين يحتج بشعرهم.
انظر ترجمته في: الأغاني: ٤ / ٣٦٧ - ٣٩٧، تاريخ بغداد: ٦ / ١٢٧ - ١٣١، البداية والنهاية: ١٠ / ١٦٩ - ١٧٠ النجوم الزاهرة: ٢ / ٨٤، خزانة الأدب: ١ / 204، تهذيب ابن عساكر: 2 / 237.
(2) الحجون: جبل بأعلى مكة، عنده مدافن أهلها، قال عمرو بن الحارث بن مضاض، يتأسف على البيت - وقيل هو للحارث الجرهمي:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس، ولم يسمر بمكة سامر يلي، نحن كنا أهلها فأبادنا * صروف الليالي والجدود العواثر وبئر ميمون: بمكة أيضا. انظر " معجم البلدان " و " لسان العرب ". مادة " حجن ".
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»