سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٩١
إمام؟. قال: نعم، حمزة كان يهمز ويكسر، وهو إمام، لو رأيته لقرت عينك من نسكه.
قال حسين الجعفي: ربما عطش حمزة، فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه.
قال ابن فضيل: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة.
وكان شعيب بن حرب يقول لأصحاب الحديث: ألا تسألوني عن الدر؟
قراءة حمزة.
قلت: كره طائفة من العلماء قراءة حمزة لما فيها من السكت، وفرط المد، واتباع الرسم والاضجاع (1)، وأشياء، ثم استقر اليوم الاتفاق على قبولها، وبعض كان حمزة لا يراه.
بلغنا أن رجلا قال له: يا أبا عمارة! رأيت رجلا من أصحابك، همز حتى انقطع زره. فقال: لم آمرهم بهذا كله.
وعنه قال: إن لهذا التحقيق حدا ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا. وعنه:
إنما الهمزة رياضة، فإذا حسنها، سلها.

(١) الاضجاع: الإمالة. وجاء في " المغني " لابن قدامة المقدسي: ١ / ٤٩٢: " ولم يكره الإمام أحمد قراءة أحد من العشر إلا قراءة حمزة والكسائي، لما فيها من الكسر والادغام والتكلف وزيادة المد. وقال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: إمام كان يصلي بقراءة حمزة، أصلي خلفه؟ قال:
لا يبلغ به هذا كله ولكنها لا تعجبني قراءة حمزة ". وقال ابن الجزري في " غاية النهاية: ١ / 263:
" وأما ما ذكر عن عبد الله بن إدريس وأحمد بن حنبل من كراهة قراءة حمزة، فإن ذلك محمول على قراءة من سمعا منه ناقلا عن حمزة. وما آفة الاخبار إلا رواتها، قال ابن مجاهد: قال محمد بن الهيثهم: والسبب في ذلك أن رجلا ممن قرأ على سليم حضر مجلس ابن إدريس، فقرأ، فسمع ابن إدريس ألفاظا فيها إفراط في المد والهمز وغير ذلك، من التكلف، فكره ذلك ابن إدريس وطعن فيه. قال محمد بن الهيثم: وقد كان حمزة يكره هذا وينهى عنه ".
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»