سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٤٤٣
إليه، فساق (1) خلف صيد، ففر إلى خربة، وتبعه المهدي، فدق ظهره بباب الخربة، فانقطع، وقيل: بل سم، سقته سرية سلما عملته لضرتها، فمد يده إلى الطعام المسموم، ففزعت، ولم تخبره، وكان لبئا، فصاح: جوفي. وتلف بعد يوم (2)، وبعثوا بالخاتم (3) والقضيب إلى الهادي، فركب لوقته، وقصد بغداد.
وكان كوالده في استئصال الزنادقة وتتبعهم، فقتل عدة، منهم: يعقوب ابن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ابن هاشم، وظهرت بنته حبلى منه، أكرهها (4).
وخرج على الهادي، حسين بن علي بن حسن بن حسن الحسني (5)، بالمدينة، المقتول في وقعة فخ، بظاهر مكة، وكان قليل الخير، وعسكره أوباش، وهلك الهادي فيما قيل: من قرحة. ويقال: سمته أمه الخيزران، لما أجمع على قتل أخيه الرشيد، وكانت متصرفة في الأمور إلى الغاية، وكانت من

(١) أي: المهدي.
(٢) انظر: " الكامل " لابن الأثير: ٦ / ٨١ - ٨٢، " شذرات الذهب ": ١ / ٢٦٦ - ٢٦٧، ٢٦٩.
(٣) كان نقش خاتمه: " العزة لله ". انظر: " تاريخ بغداد ": ٥ / ٤٠٠.
(٤) وكان سبب قتله، أنه أتي به إلى المهدي، فأقر بالزندقة، فقال: لو كان ما تقول حقا لكنت حقيقا أن تتعصب لمحمد، ولولا محمد من كنت!؟ أما لو أني جعلت على نفسي أن لا أقتل هاشميا لقتلتك. ثم قال للهادي: أقسمت عليك إن وليت هذا الامر لتقتلنه. ثم حبسه، فما مات المهدي، قتله الهادي. " الكامل: ٦ / 89 ".
(5) كان خروجه سنة (169 ه‍) بالمدينة، وقد بايعه جماعة من العلويين بالخلافة، وخرج إلى مكة، فلما كان " بفخ " لقيته جيوش بني العباس، وعليهم العباس بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس وغيره، فالتقوا يوم التروية، فبذلوا الأمان له، فقال: الأمان أريد، فيقال: إن مباركا التركي رشقه بسهم فمات، وحمل رأسه إلى الهادي، وقتلوا جماعة من عسكره وأهل بيته، فبقي قتلاهم ثلاثة أيام حتى أكلتهم السباع. (معجم البلدان: فخ)، وانظر: " الكامل " لابن الأثير:
6 / 90 - 94.
(٤٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 ... » »»