تشابه يوما بأسه ونواله * فما أحد يدري لأيهما الفضل (1) فأمر له بمئة ألف وثلاثين ألفا.
وقيل: إنه قال لإبراهيم الموصلي: إن أطربتني، فاحتكم. فأطربه، فأعطاه سبعمئة ألف درهم.
وكان يشرب المسكر، وفيه ظلم وشهامة ولعب، وربما ركب حمارا فارها، وكان شجاعا، فصيحا، لسنا، أديبا، مهيبا، عظيم السطوة.
قال ابن حزم: كان سبب موته أنه دفع نديما له من جرف، على أصول قصب قد قطع، فتعلق به النديم، فوقع معه، فدخلت قصبة في دبره، فكان ذلك سبب موته، فهلكا جميعا.
قلت: مات في شهر ربيع الآخر، سنة سبعين ومئة، وعمره ثلاث وعشرون سنة، وكانت خلافته سنة وشهرا، وقام بعده الرشيد، وكان المهدي قد عزم على تقديم الرشيد في ولاية العهد، وأن يؤخر الهادي (2)، فلما نفذ إلى الهادي فامتنع، فطلبه، فلم يأت، فهم المهدي بالمضي إلى جرجان