سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٣٨٢
إلى القرية، فكان لا يرضى [منا] (1) حتى يطعمنا، وكان شيخا واسع القلب، وكانت قريته باشان (2) من القصبة على فرسخ.
أنبأني علي بن البخاري، أنبأنا أبو اليمن الكندي عام ست مئة، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد، أنبأنا أحمد بن علي الحافظ، أنبأنا محمد بن عمر بن بكير، حدثنا الحسين بن أحمد الصفار، حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين:
سمعت إسحاق بن محمد بن بورجه يقول: قال مالك بن سليمان: كان لإبراهيم بن طهمان جراية من بيت المال فاخرة، يأخذ في كل وقت، وكان يسخو به. فسئل مرة (3) في مجلس الخليفة، فقال: لا أدري. قالوا له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا، ولا تحسن مسألة؟ فقال: إنما آخذ على ما أحسن، ولو أخذت على مالا أحسن، لفني بيت المال علي، ولا يفنى مالا أحسن.
فأعجب أمير المؤمنين جوابه، وأمر له بجائزة فاخرة، وزاد في جرايته (4).
قلت: شذ الحافظ محمد بن عبد الله بن عمار، فقال: إبراهيم بن طهمان ضعيف مضطرب الحديث.
وقال الدارقطني وغيره: ثقة، إنما تكلموا فيه للارجاء.
وقال الجوزجاني: فاضل يرمي بالارجاء (5). وكذلك أشار السليماني

(١) زيادة من " تاريخ بغداد ": ٦ / ١٠٦.
(٢) باشان: من قرى هراة.
(٣) في " تاريخ بغداد ": ٦ / ١١٠: " فسئل مسألة يوما ".
(٤) انظر: تاريخ بغداد: ٦ / ١١٠، و: تذكرة الحفاظ: ١ / 213.
(5) في " التهذيب "، في ترجمة إبراهيم بن طهمان: " قال أبو الصلت: لم يكن إرجاؤهم - هذا المذهب الخبيث - أن الايمان قول بلا عمل، وأن ترك العمل لا يضر بالايمان، بل كان إرجاؤهم أنهم يرجون لأهل الكبائر الغفران ردا على الخوارج وغيرهم الذين يكفرون الناس بالذنوب ". وانظر الصفحة: 165، حا: 2.
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»