سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ١٣٠
العباس بن الوليد: حدثني عباس بن نجيح الدمشقي، حدثني عون بن حكيم قال: حججت مع الأوزاعي، فلما أتى المدينة، وأتى المسجد، بلغ مالكا مقدمه، فأتاه، فسلم عليه، فلما صليا الظهر تذاكرا أبواب العلم، فلم يذكرا بابا إلا ذهب عليه الأوزاعي فيه، ثم صلوا العصر، فتذاكرا، كل يذهب عليه الأوزاعي فيما يأخذان فيه، حتى اصفرت الشمس، أو قرب اصفرارها، ناظره مالك في باب المكاتبة والمدبر (1).
العباس بن الوليد: حدثنا محمد بن عبد الوهاب، قال: كنا عند أبي إسحاق الفزاري، فذكر الأوزاعي، فقال: ذاك رجل كان شأنه عجبا، كان يسأل عن الشئ عندنا فيه الأثر، فيرد - والله - الجواب، كما هو في الأثر، لا يقدم منه ولا يؤخر.
الوليد بن مسلم: سمعت صدقة بن عبد الله يقول: ما رأيت أحدا أحلم ولا أكمل ولا أحمل فيما حمل من الأوزاعي.
العباس بن الوليد: سمعت أبا مسهر يقول: كان الأوزاعي يقول: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن مزيد.
أبو فروة، يزيد بن محمد الرهاوي: سمعت أبي يقول: قلت لعيسى بن يونس: أيهما أفضل: الأوزاعي أو سفيان؟ فقال: وأين أنت من سفيان؟
قلت: يا أبا عمرو: ذهبت بك العراقية، الأوزاعي، فقهه، وفضله، وعلمه!
فغضب، وقال: أتراني أؤثر على الحق شيئا. سمعت الأوزاعي يقول: ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق، وتبرأنا منه، وأخذ علينا بذلك

(1) المكاتبة: من الكتابة، وهو أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤديه إليه منجما، فإذا أداه، صار حرا. والمدبر: هو العبد الذي يعلق عتقه بموت سيده، من قولهم: أنت حر دبر حياتي.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»