سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ١٢٥
يحل قتل المسلم إلا في ثلاث.. " وساق الحديث. فقال: أخبرني عن الخلافة، وصية لنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلت: لو كانت وصية من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ترك علي - رضي الله عنه - أحدا يتقدمه. قال: فما تقول في أموال بني أمية؟ قلت: إن كانت لهم حلالا، فهي عليك حرام، وإن كانت عليهم حراما فهي عليك أحرم. فأمرني، فأخرجت.
قلت: قد كان عبد الله بن علي ملكا جبارا، سفاكا للدماء، صعب المراس، ومع هذا فالامام الأوزاعي يصدعه بمر الحق كما ترى، لا كخلق من علماء السوء، الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف، ويقلبون لهم الباطل حقا - قاتلهم الله - أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق.
خيثمة: حدثنا الحوطي، حدثنا أبو الأسوار محمد بن عمر التنوخي، قال: كتب المنصور إلى الأوزاعي.
أما بعد... فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته قبلك في عنقه، فاكتب إلي بما رأيت فيه المصلحة مما أحببت. فكتب إليه.
أما بعد... فعليك بتقوى الله، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق، واعلم أن قرابتك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لن تزيد حق الله عليك إلا عظما، ولا طاعته إلا وجوبا.
قال محمد بن شعيب: سمعت الأوزاعي يقول: من أخذ بنوادر العلماء، خرج من الاسلام.
وعن الأوزاعي قال: ما ابتدع رجل بدعة، إلا سلب الورع. رواها بقية عن معمر بن عريب، عنه.
الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: إن المؤمن يقول قليلا، ويعمل كثيرا، وإن المنافق يتكلم كثيرا، ويعمل قليلا.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»