سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٣٤
وبه قال أبو إسحاق، قال ابن جريج: ما دون هذا العلم تدويني أحد جالست عمرو بن دينار بعد ما فرغت من عطاء سبع سنين. وقال: لم يغلبني على يسار عطاء عشرين سنة أحد، فقيل له: فما منعك عن يمينه؟ قال:
كانت قريش تغلبني عليه.
قلت: قد قدم عبد الملك بن جريج إلى العراق قبل موته، وحدث بالبصرة وأكثروا عنه.
قال ابن المديني، وأبو حفص الفلاس: مات ابن جريج سنة تسع وأربعين ومئة. وهذا وهم. فقد قال يحيى القطان ومكي بن إبراهيم، وأبو نعيم، وعدة: مات سنة خمسين ومائة. وعن ابن المديني أيضا: سنة إحدى وخمسين.
قلت: عاش سبعين سنة. فسنه وسن أبي حنيفة واحد، ومولدهما وموتهما واحد.
قرأت على عمر بن عبد المنعم، أخبركم عبد الصمد بن محمد القاضي حضورا، أنبأنا علي بن المسلم، أنبأنا الحسين بن طلاب، أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع، حدثنا واهب بن محمد بالبصرة، حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج، عن ابن المنكدر، عن أبي أيوب، عن مسلمة بن مخلد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن فك عن مكروب فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته " (1)

(١) رجاله ثقات وهو في " المسند " ٤ / ١٠٤، وفي الباب عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر عند أحمد: ٢ / ٩١، ٢٥٢، ٢٧٤، ٢٩٦، ٣٨٩، ٤٠٤، ٥٠٠، ٥١٤، ٥٢٢، والبخاري (٢٤٤٢) في المظالم، باب: لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، وأخرجه مختصرا في الاكراه (٦٩٥١) باب: يمين الرجل لصاحبه أنه أخوه.
وأخرجه مسلم في البر (٢٥٨٠) مختصرا، باب: تحريم الظلم، و (٢٥٩٠) (٧٢) مختصرا، وفي الذكر (٢٦٩٩) باب: الاجتماع على تلاوة القرآن. وأخرجه أبو داود (٤٨٩٣) باب المؤاخاة، و (٤٩٤٦)، باب: في المعونة للمسلم، كما أخرجه مختصرا في الصلاة (١٤٥٥)، وأخرجه الترمذي (١٤٢٥) في الحدود، باب: ما جاء في الستر على المسلم، وفي البر (١٩٣١) باب ما جاء في الستر على المسلم، وفي القراءات (٢٦٤٦) باب: فضل مدارسة القرآن. وأخرجه ابن ماجة (225) في المقدمة باب: فضل العلماء، وفي الحدود (2544) مختصرا، باب: الستر على المؤمن. ونسبه الحافظ المنذري إلى النسائي.
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»