سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٣٠
روى عثمان بن سعيد، عن ابن معين، قال: ابن جريج ليس بشئ في الزهري. وقال أبو زرعة الدمشقي، عن أحمد بن حنبل قال: روى ابن جريج عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام، وكان صاحب علم. وقال جعفر ابن عبد الواحد، عن يحيى بن سعيد قال: كان ابن جريج صدوقا. فإذا قال:
حدثني فهو سماع، وإذا قال: أنبأنا أو أخبرني، فهو قراءة، وإذا قال: قال.
فهو شبه الريح.
وقال عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان: أعياني ابن جريج أن أحفظ حديثه. فنظرت إلى شئ يجمع فيه المعنى، فحفظته، وتركت ما سوى ذلك.
قال سليمان بن النضر الشيرازي، عن مخلد بن الحسين قال: ما رأيت خلقا من خلق الله أصدق لهجة من ابن جريج.
وروى أحمد بن حنبل، عن عبد الرزاق قال: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج.
أنبأني المسلم بن محمد، أنبأنا الكندي، أنبأنا القزاز، أنبأنا أبو بكر بن ثابت، أنبأنا علي بن محمد المعدل، حدثنا إسماعيل الصفار، حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الرزاق قال: أهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم (1).

(1) أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " وعنه الإمام أحمد رقم (73) وأخرجه أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر رقم (137) من طريق: أبي بكر بن عسكر، محمد بن سهل.
وهذا الأثر قصد به عبد الرزاق الثناء على صلاة ابن جريج، وأنه كان يحسن أداءها على ما أخذه عمن قبله بطريق المشاهدة المتوارثة عن النبي، صلى الله عليه وسلم.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»