سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٣٣
عدتهن " (1). وسمع من طاووس قوله في محرم أصاب ذرات قال: قبضات من طعام (2).
قال أبو عاصم النبيل: كان ابن جريج من العباد. كان يصوم الدهر سوى ثلاثة أيام من الشهر. وكان له امرأة عابدة. وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، سمعت الشافعي يقول: استمتع ابن جريج بتسعين امرأة، حتى إنه كان يحتقن في الليل بأوقية شيرج طلبا للجماع. وروي عن عبد الرزاق قال:
كان ابن جريج يخضب بالسواد، ويتغلى بالغالية، وكان من ملوك القراء، خرجنا معه وأتاه سائل، فناوله دينارا.
قال أبو محمد بن قتيبة مولد ابن جريج سنة ثمانين عام الجحاف (3)، أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أنبأنا أبو اليمن الكندي، أنبأنا علي بن هبة الله، أنبأنا أبو إسحاق الفيروز ابادي قال: ومنهم أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وجريج عبد لآل أم حبيب بنت جبير، ومات سنة خمسين ومئة.

(1) أخرجه مسلم (1471) (14) في الطلاق، من طريق; أبي الزبير، أنه سمع عبد الرحمن بن أيمن مولى عزة، يسأل ابن عمر، وأبو الزبير يسمع ذلك: كيف ترى في رجل طلق امرأته حائضا؟ فقال طلق ابن عمر امرأته وهي حائض على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسأل عمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: إن عبد الله بن عمر طلق امرأته وهي حائض، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم، " ليراجعها ". فردها، وقال: " إذا طهرت فليطلق أو ليمسك ". قال ابن عمر: وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم، (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن). والتلاوة: (فطلقوهن لعدتهن) [الطلاق: 1]. وما جاء في الحديث هو قراءة ابن عباس، و " ابن عمر ". وهي شاذة عن المصحف.
(2) أخرج عبد الرزاق في " المصنف " (8430) عن ابن جريج قال: سمعت طاووسا، وسأله رجل، فقال: إني احتككت وأنا محرم فقتلت ذرات. فقال: " تصدق بقبضات ".
والذرات: هي النمل الأحمر الصغير.
(3) الجحاف: سيل كان بمكة. انظر شذرات الذهب 1 / 226.
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»