سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٦
وروى محمد بن يزيد الآدمي، عن أنس بن عياض قال: رأيت صفوان بن سليم ولو قيل له: غذا القيامة، ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة.
وقال يعقوب بن محمد الزهري، عن عبد العزيز بن أبي حازم قال:
عادلني صفوان بن سليم إلى مكة، فما وضع جنبه في المحمل حتى رجع.
قال ابن عيينة: حج صفوان، فذهبت بمنى فسألت عنه، فقيل لي: إذا دخلت مسجد الخيف فأت المنارة، فانظر أمامها قليلا شيخا، إذا رأيته علمت أنه يخشى الله تعالى، فهو صفوان بن سليم، فما سألت عنه أحدا حتى جئت كما قالوا، فإذا أنا بشيخ كما رأيته علمت أنه يخشى الله، فجلست إليه، فقلت: أنت صفوان بن سليم؟ قال: نعم.
قال: وحج صفوان بن سليم وليس معه إلا سبعة دنانير فاشترى بها بدنة.
فقيل له في ذلك، فقال: إني سمعت الله يقول: * (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير) * [الحج: 36].
محمد بن يعلى الثقفي، عن المنكدر بن محمد قال: كنا مع صفوان بن سليم في جنازة وفيها أبي وأبو حازم، وذكر نفرا من العباد، فلما صلي عليها، قال صفوان: أما هذا، فقد انقطعت عنه أعماله، واحتاج إلى دعاء من خلف بعده، قال: فأبكى والله القوم جميعا.
يعقوب بن محمد الزهري، عن أبي زهرة مولى بني أمية، سمعت صفوان بن سليم يقول: في الموت راحة للمؤمن من شدائد الدنيا، وإن كان ذا غصص وكرب، ثم ذرفت عيناه.
قدامة بن محمد الخشرمي، عن محمد بن صالح التمار قال: كان صفوان ابن سليم يأتي البقيع في الأيام فيمر بي، فاتبعته ذات يوم، وقلت: لأنظرن ما
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»