سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٣
أما علمت أنها مشية يكرهها الله إلا بين الصفين؟! فقال المهلب: أما تعرفني؟
قال: بلى، أو لك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة. فانكسر، وقال: الآن عرفتني حق المعرفة.
قال حزم القطعي: دخلنا على مالك وهو يكيد بنفسه، فرفع طرفه ثم قال:
اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء لبطن ولا فرج.
قيل: كان أبوه دينار من سبي سجستان، وكناه النسائي أبا يحيى، وقال:
ثقة.
قال جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار: إذا لم يكن في القلب حزن خرب، وعن مالك بن دينار قال: من تباعد من زهرة الدنيا، فذاك الغالب هواه.
وروى رياح القيسي عنه قال: ما من أعمال البر شئ، إلا ودونه عقيبة، فإن صبر صاحبها، أفضت به إلى روح، وإن جزع، رجع.
وقيل: دخل عليه لص، فما وجد ما يأخذ، فناداه مالك: لم تجد شيئا من الدنيا، فترغب في شئ من الآخرة؟ قال: نعم. قال: توضأ، وصل ركعتين، ففعل ثم جلس وخرج إلى المسجد. فسئل من ذا؟ قال: جاء ليسرق فسرقناه.
عن سلم الخواص قال: قال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شئ فيها، قيل: وما هو؟ قال: معرفة الله تعالى.
وروى جعفر بن سليمان، عن مالك قال: إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة. ثم يقول: خذوا، فيتلو، ويقول: اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه. قال محمد بن سعد: مالك ثقة، قليل الحديث، كان يكتب المصاحف.
وقال جعفر بن سليمان، حدثنا مالك بن دينار قال: أتينا أنسا أنا وثابت ويزيد الرقاشي، فنظر إلينا، فقال: ما أشبهكم بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأنتم أحب إلي
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»