سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٤
عباس الدوري، عن يحيى، حدثني سفيان، قال: قال عمرو بن دينار:
جئت إلى أبي جعفر وليس معي أحد، فقال لأخويه زيد وأخ له: قوما إلى عمكما فأنزلاه، فقاما إلي فنزلاني. وكان ابن عيينة، يقول: سمعت من عمرو ما لبث نوح في قومه يريد ألفا إلا خمسين حديثا.
وروى عبد الرزاق، عن معمر قال: كان عمرو بن دينار إذا جاءه رجل يريد أن يتعلم منه لم يحدثه، وإذا جاء إليه الرجل، مازحه وحدثه، وألقى إليه الشئ، انبسط إليه وحدثه وقال النسائي: عمرو ثقة ثبت.
وروى علي بن الحسن، عن ابن عيينة، قال: مرض عمرو بن دينار فعاده الزهري، فلما قام الزهري، قال: ما رأيت شيخا أنص للحديث الجيد من هذا الشيخ.
قلت: وقد روى عمرو عن الزهري وهو عنه.
قال يحيى القطان وأحمد بن حنبل: عمرو أثبت من قتادة، وقال أحمد:
هو أثبت الناس في عطاء، يعني: ابن أبي رباح، وعمرو يروي أيضا عن عطاء ابن ميناء، وعن عطاء بن يسار، وذلك في صحيح مسلم.
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق قراءة، أنبأنا الفتح بن عبد الله ببغداد (ح) وأنبأنا يحيى بن أبي منصور الفقيه في كتابه، أنبأنا محمد بن علي بن الجلاجلي سنة ثمان وست مئة، قالا: أنبأنا هبة الله بن الحسين، أنبأنا أبو الحسين بن النقور البزاز، حدثنا عيسى بن علي إملاء، أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدثنا داود بن عمرو، حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحرب خدعة " (1).

(١) إسناده قوي، وأخرجه البخاري ٦ / ١١٠ في الجهاد: باب الحرب خدعة، ومسلم (١٧٣٩) في الجهاد: باب جواز الخداع في الحرب، وأبو داود (2636)، والترمذي (1675) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر. وقوله " خدعة " يروى هذا الحرف من ثلاثة أوجه، أصوبها: خدعة بفتح الخاء وسكون الدال، قال ثعلب: بلغنا أنها لغة النبي صلى الله عليه وسلم قال الخطابي:
معنى الخدعة أنها مرة واحدة، أي إذا خدع المقاتل مرة، لم يكن لها إقالة. ويقال: أي ينقضي أمرها بخدعة واحدة، ويروى " خدعة " بضم الخاء وسكون الدال، وهو اسم من الخداع، كما يقال: هذه لعبة، يقال: " خدعة " بضم الخاء وفتح الدال، ومعناها: أنها تخدع الرجال وتمنيهم ثم لا تفي لهم
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»